الضعف الجنسي أو ضعف الإنتصاب، هو عجز دائم أو متقطع في تحقيق إنتصاب كاف للقضيب والمحافظة على الإنتصاب بشكل يسمح بالإيلاج والحركة الجنسيّة والقذف، أي بالقيام بعمل جنسي متكامل.
بلغت نسبة الرجال الذين يعانون مشكلات في الإنتصاب نحو 15%. وهذه المشكلات غير محصورة بفئة عمرية معينة وإن كانت تطاول بشكل أكبر الرجال الذين تجاوزوا الأربعين من العمر، أي نحو ثلث هؤلاء. ويتم تشخيص الإصابة عند إستمرار هذه المشكلة، أي هذا الضعف، لمدة تزيد عن 3 أشهر.
وتتجلّى عدم القدرة على الحصول أو المحافظة على الإنتصاب في عدم صلابة القضيب، مما يعوّق العمل الجنسي.
والضعف الجنسي ليس بالضرورة نتيجة مباشرة للتقدم في السنّ، وإنما هو نتيجة لتراكم مشكلات صحية متنوّعة مع مرور الوقت. فتعدد الأمراض والتقدم في السنّ، يشكل عاملاً مسبباً إضافياً في ظل وجود أسباب عضوية ونفسيّة في آن واحد للضعف الجنسي، لذا علينا التمييز بين جميع هذه الأسباب.
عوامل أخرى متنوّعة قد تؤدي إلى حصول هذا النوع من المشكلات: الأمراض الوعائية (أو أمراض الأوعية الدموية)، الإضطرابات الهرمونية،الأمراض العصبيّة، وبعض العمليات الجراحيّة، وأسباب أخرى مرتبطة بالأدوية ومواد أخرى... بالإضافة إلى المشكلات النفسية طبعاً.
الأمراض الوعائية
قد تؤدي الأمراض أو الإصابات التي تطاول الشرايين الكهفيّة إلى إعاقة تدفق الدم في القضيب، مما ينجم عن إنتصاب غير كامل أو حتى غياب تام للإنتصاب. كذلك، إن الإنتصاب غير الكافي، لا يسمح بعملية إنتفاخ الأوعية الدموية التي تؤدي إلى الإنتصاب. والعكس يتسبّب بإرتخاء أسرع للقضيب.
كما وأن ارتفاع ضغط الدم، الكوليسترول، السكري، السمنة، التبغ (التدخين على أنواعه)، الكحول، الخمول والكسل هي من العوامل التي تُسهم في تفاقم مشكلات الإنتصاب.
الأمراض الهرمونية
تفرز الخصيتان والغدد الكظرية هرمونات ذكورية تدخل في آلية حصول الإنتصاب وتصاعد الرغبة الجنسيّة. من هنا، فإن إنخفاض أو تراجع مستوى هذه الهرمونات أو أي خلل يطاول الغدة الدرقيّة، يؤدي إلى تراجع الرغبة وحصول ضعف جنسي.
الأمراض العصبية
إصابة عصب واحد أو أكثر يمكن أن تؤدي إلى تضرر أو ضعف في العصب الرابط بين الجهاز العصبي والقضيب. نذكر من بين الأمراض العصبية، الإصابات التي تطاول النخاع الشوكي على غرار الشلل السفلي، والتصلب المتعدد، وداء 'باركنسون' والسكتة الدماغيّة أو تلك التي تحصل إثر عملية جراحيّة للبروستات أو المثانة.
الأدوية ومواد أخرى
لبعض الأدوية، على غرار مضادات إرتفاع ضغط الدم أو العلاجات الهورمونيّة، وقع سلبي على نوعية الإنتصاب. والأمر سيّان بالنسبة الى الأدوية المضادة للذهان، الإكتئاب، القلق وبعض الأدوية المضادة للتقرّحات. الكوكايين، الهيرويين والميثادون، إلى جانب التبغ والكحول كما ذكرنا سابقاً، هي أيضاً من المواد والمستحضرات الضارة للغاية بالعمل الجنسي.
الأمراض النفسيّة
إن تقصي الوضع النفسي للمريض يهدف إلى تحديد الأسباب المختلفة التي قد تقف وراء مشكلته. إن القلق، والإحساس بالذنب، والإجهاد والإرهاق، وقلق الأداء، والإكتئاب، والمشكلات المرتبطة بالهوية الجنسيّة، والإخفاقات الغراميّة، هي جميعها عوامل تؤدي إلى ظهور مخاوف وقلق متواصل ومعتقدات خاطئة قد تعوّق أو تعرقل أو تثبط أو تؤثر سلباً في الفكرة السائدة لدى الرجل عن العمل الجنسي.
أما الهدف من تقصي الوضع النفسي للمصاب بالعجز الجنسي فهو معرفة مكامن الخلل أو المشكلات النفسية المحتملة.
على المستوى الشخصي، فإن حصول إنتصاب غير إرادي أثناء النوم لدى المصاب بضعف جنسي، هو مؤشر إلى أن مشكلته نفسية المنشأ.
وعلى المستوى العاطفي، تتعدد الأسباب أيضاً على غرار النزاعات وعدم التفاهم بين الثنائي، والمصاعب الحياتيّة والكبت خلال العمل الجنسي والمرتبطة بالصورة الذكورية السائدة، فضلاً عن تركيبة الثنائي غير السليمة بخصوص الحياة الجنسيّة.
وعلى المستوى السلوكي، فإن التربية الجنسيّة غير المناسبة أو غير الكافية تنعكس سلباً على الحياة الجنسيّة في الكبر. بعض الصور والأفكار المكتسبة عن إستخدام أو إستغلال الجسد ونمط الفعل الجنسي، تؤدي أيضاً إلى ظهور مشكلات في المدى الطويل.
أما التقدم في السن فله تبعات على السلوك الجنسي. فالعمل الجنسي يتطلّب عندها مزيداً من الوقت، كما أن المداعبات تدوم مدة أطول والتحفيزات الجنسيّة تطول وتتعدد. كذلك، أن الوصول إلى مستوى مرض وكاف من الإثارة الجنسية يتطلّب فترة أطول. والإنتصاب عموماً يكون أقل صلابة، علماً ان الإنتصاب العفوي أقل تواتراً ونادر الحدوث، وتبدأ هذه التغييرات بالظهور تدريجاً بعد عمر الخمسين أو الستين. وهي لا تتعارض مع الإشباع الجنسي والرضى عن الذات. كما أن مشكلات الإنتصاب لا تؤدي بالضرورة إلى إختفاء وزوال الرغبة، أو القذف ولا حتى الرعشة. إذ يمكن مواصلة القيام بالعمل الجنسي مع الشريك والأمر نفسه ينطبق على الاستنماء، فيما الضعف الجنسي ليس بالضرورة مرادفاً للعقم.
يسهم طرح المشكلة مع إختصاصي في الصحة الجنسيّة في تحديد أصل ومنشأ خلل الإنتصاب، اذ يتم خلال الجلسات التطرق إلى كل العوامل النفسية المعنية ودرسها. تجدر الإشارة إلى أن الآليات المعنيّة بالإنتصاب تعمل بشكل مستقل وخارج عن إرادة الفرد. فإن كان هذا الأخير قادر على التدخل أو التأثير بشكل فعّال على الجوانب الواعية من العمل الجنسي أي التحفيز، والجهوزية الجسدية، والموقف والسلوك، إلاّ أنه غير قادر بأي حال من الأحوال على التأثير مباشرة على الإستجابات وردّات الفعل النفسية غير الإرادية في اللاوعي.
ومشكلات الإنتصاب لا تتوقف عند الرجل فقط ولا تطاوله وحده، الشريك معني أيضاً. فالإنتصاب ليس سوى مرحلة من مراحل العمل الجنسي. ولا يشكل تراجعه أو غيابه عائقاً أمام المتعة الجنسيّة. من هنا، على الشريك مضاعفة الإهتمام الميكانيكي والجنسي البحت خلال العمل الجنسي للمساعدة في تخطي معظم التعقيدات الجنسيّة الطفيفة. وعلى الشريك أيضاً، عدم التردد في التشجيع على الإستعانة بأصحاب الإختصاص عند تفاقم الأمور.
الدكتور بيارو كرم
اختصاصي في الصحة النفسيّة والصحة الجنسيّة
المصدر: أنت الخبر
بلغت نسبة الرجال الذين يعانون مشكلات في الإنتصاب نحو 15%. وهذه المشكلات غير محصورة بفئة عمرية معينة وإن كانت تطاول بشكل أكبر الرجال الذين تجاوزوا الأربعين من العمر، أي نحو ثلث هؤلاء. ويتم تشخيص الإصابة عند إستمرار هذه المشكلة، أي هذا الضعف، لمدة تزيد عن 3 أشهر.
وتتجلّى عدم القدرة على الحصول أو المحافظة على الإنتصاب في عدم صلابة القضيب، مما يعوّق العمل الجنسي.
والضعف الجنسي ليس بالضرورة نتيجة مباشرة للتقدم في السنّ، وإنما هو نتيجة لتراكم مشكلات صحية متنوّعة مع مرور الوقت. فتعدد الأمراض والتقدم في السنّ، يشكل عاملاً مسبباً إضافياً في ظل وجود أسباب عضوية ونفسيّة في آن واحد للضعف الجنسي، لذا علينا التمييز بين جميع هذه الأسباب.
عوامل أخرى متنوّعة قد تؤدي إلى حصول هذا النوع من المشكلات: الأمراض الوعائية (أو أمراض الأوعية الدموية)، الإضطرابات الهرمونية،الأمراض العصبيّة، وبعض العمليات الجراحيّة، وأسباب أخرى مرتبطة بالأدوية ومواد أخرى... بالإضافة إلى المشكلات النفسية طبعاً.
الأمراض الوعائية
قد تؤدي الأمراض أو الإصابات التي تطاول الشرايين الكهفيّة إلى إعاقة تدفق الدم في القضيب، مما ينجم عن إنتصاب غير كامل أو حتى غياب تام للإنتصاب. كذلك، إن الإنتصاب غير الكافي، لا يسمح بعملية إنتفاخ الأوعية الدموية التي تؤدي إلى الإنتصاب. والعكس يتسبّب بإرتخاء أسرع للقضيب.
كما وأن ارتفاع ضغط الدم، الكوليسترول، السكري، السمنة، التبغ (التدخين على أنواعه)، الكحول، الخمول والكسل هي من العوامل التي تُسهم في تفاقم مشكلات الإنتصاب.
الأمراض الهرمونية
تفرز الخصيتان والغدد الكظرية هرمونات ذكورية تدخل في آلية حصول الإنتصاب وتصاعد الرغبة الجنسيّة. من هنا، فإن إنخفاض أو تراجع مستوى هذه الهرمونات أو أي خلل يطاول الغدة الدرقيّة، يؤدي إلى تراجع الرغبة وحصول ضعف جنسي.
الأمراض العصبية
إصابة عصب واحد أو أكثر يمكن أن تؤدي إلى تضرر أو ضعف في العصب الرابط بين الجهاز العصبي والقضيب. نذكر من بين الأمراض العصبية، الإصابات التي تطاول النخاع الشوكي على غرار الشلل السفلي، والتصلب المتعدد، وداء 'باركنسون' والسكتة الدماغيّة أو تلك التي تحصل إثر عملية جراحيّة للبروستات أو المثانة.
الأدوية ومواد أخرى
لبعض الأدوية، على غرار مضادات إرتفاع ضغط الدم أو العلاجات الهورمونيّة، وقع سلبي على نوعية الإنتصاب. والأمر سيّان بالنسبة الى الأدوية المضادة للذهان، الإكتئاب، القلق وبعض الأدوية المضادة للتقرّحات. الكوكايين، الهيرويين والميثادون، إلى جانب التبغ والكحول كما ذكرنا سابقاً، هي أيضاً من المواد والمستحضرات الضارة للغاية بالعمل الجنسي.
الأمراض النفسيّة
إن تقصي الوضع النفسي للمريض يهدف إلى تحديد الأسباب المختلفة التي قد تقف وراء مشكلته. إن القلق، والإحساس بالذنب، والإجهاد والإرهاق، وقلق الأداء، والإكتئاب، والمشكلات المرتبطة بالهوية الجنسيّة، والإخفاقات الغراميّة، هي جميعها عوامل تؤدي إلى ظهور مخاوف وقلق متواصل ومعتقدات خاطئة قد تعوّق أو تعرقل أو تثبط أو تؤثر سلباً في الفكرة السائدة لدى الرجل عن العمل الجنسي.
أما الهدف من تقصي الوضع النفسي للمصاب بالعجز الجنسي فهو معرفة مكامن الخلل أو المشكلات النفسية المحتملة.
على المستوى الشخصي، فإن حصول إنتصاب غير إرادي أثناء النوم لدى المصاب بضعف جنسي، هو مؤشر إلى أن مشكلته نفسية المنشأ.
وعلى المستوى العاطفي، تتعدد الأسباب أيضاً على غرار النزاعات وعدم التفاهم بين الثنائي، والمصاعب الحياتيّة والكبت خلال العمل الجنسي والمرتبطة بالصورة الذكورية السائدة، فضلاً عن تركيبة الثنائي غير السليمة بخصوص الحياة الجنسيّة.
وعلى المستوى السلوكي، فإن التربية الجنسيّة غير المناسبة أو غير الكافية تنعكس سلباً على الحياة الجنسيّة في الكبر. بعض الصور والأفكار المكتسبة عن إستخدام أو إستغلال الجسد ونمط الفعل الجنسي، تؤدي أيضاً إلى ظهور مشكلات في المدى الطويل.
أما التقدم في السن فله تبعات على السلوك الجنسي. فالعمل الجنسي يتطلّب عندها مزيداً من الوقت، كما أن المداعبات تدوم مدة أطول والتحفيزات الجنسيّة تطول وتتعدد. كذلك، أن الوصول إلى مستوى مرض وكاف من الإثارة الجنسية يتطلّب فترة أطول. والإنتصاب عموماً يكون أقل صلابة، علماً ان الإنتصاب العفوي أقل تواتراً ونادر الحدوث، وتبدأ هذه التغييرات بالظهور تدريجاً بعد عمر الخمسين أو الستين. وهي لا تتعارض مع الإشباع الجنسي والرضى عن الذات. كما أن مشكلات الإنتصاب لا تؤدي بالضرورة إلى إختفاء وزوال الرغبة، أو القذف ولا حتى الرعشة. إذ يمكن مواصلة القيام بالعمل الجنسي مع الشريك والأمر نفسه ينطبق على الاستنماء، فيما الضعف الجنسي ليس بالضرورة مرادفاً للعقم.
يسهم طرح المشكلة مع إختصاصي في الصحة الجنسيّة في تحديد أصل ومنشأ خلل الإنتصاب، اذ يتم خلال الجلسات التطرق إلى كل العوامل النفسية المعنية ودرسها. تجدر الإشارة إلى أن الآليات المعنيّة بالإنتصاب تعمل بشكل مستقل وخارج عن إرادة الفرد. فإن كان هذا الأخير قادر على التدخل أو التأثير بشكل فعّال على الجوانب الواعية من العمل الجنسي أي التحفيز، والجهوزية الجسدية، والموقف والسلوك، إلاّ أنه غير قادر بأي حال من الأحوال على التأثير مباشرة على الإستجابات وردّات الفعل النفسية غير الإرادية في اللاوعي.
ومشكلات الإنتصاب لا تتوقف عند الرجل فقط ولا تطاوله وحده، الشريك معني أيضاً. فالإنتصاب ليس سوى مرحلة من مراحل العمل الجنسي. ولا يشكل تراجعه أو غيابه عائقاً أمام المتعة الجنسيّة. من هنا، على الشريك مضاعفة الإهتمام الميكانيكي والجنسي البحت خلال العمل الجنسي للمساعدة في تخطي معظم التعقيدات الجنسيّة الطفيفة. وعلى الشريك أيضاً، عدم التردد في التشجيع على الإستعانة بأصحاب الإختصاص عند تفاقم الأمور.
الدكتور بيارو كرم
اختصاصي في الصحة النفسيّة والصحة الجنسيّة
المصدر: أنت الخبر